بانكسي يبيع لوحة "نفط خام" مستوحاة من فيتريانو بملايين الدولارات

في نبأ فني بارز، بيعت لوحة فريدة من نوعها للفنان المرموق بانكسي، مستوحاة من عمل شهير للرسام الإسكتلندي الراحل جاك فيتريانو، يوم الأربعاء، بمبلغ يقارب 5.3 ملايين دولار، وفقًا لما أعلنته دار «سوذبيز» الشهيرة للمزادات.
اللوحة الزيتية، التي عرضتها الدار في العاصمة البريطانية لندن، تحمل عنوانًا جذابًا هو «كرود أويل Crude Oil (فيتريانو)»، ويطلق عليها أحيانًا اسم «توكسيك بيتش Toxic beach»، لما تحمله من دلالات بيئية واجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه اللوحة قد عُرضت للمرة الأولى في المعرض الكبير والشهير لبانكسي عام 2005، مما يزيد من قيمتها التاريخية والفنية.
ومن اللافت للنظر أن مزاد «سوذبيز» أقيم يوم الثلاثاء، أي بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن وفاة الرسام القدير جاك فيتريانو، الذي كان مصدر إلهام لبانكسي، مما أضفى على المزاد جوًا من الحزن والتقدير.
يُذكر أن جثة الرسام، الذي بلغ من العمر 73 عامًا، قد عُثر عليها يوم السبت في شقته بمدينة نيس الساحرة، جنوب فرنسا.
على الرغم من أن بانكسي اشتهر بشكل خاص برسومات الاستنسل المبتكرة التي ينشرها في شوارع العالم، والتي تثير دائمًا ضجة كبيرة، إلا أن نتاجه الفني يتضمن أيضًا لوحات ومنحوتات رائعة، مما يدل على تنوع موهبته وقدراته الإبداعية.
ومع ذلك، بقيت هذه الأعمال الفنية محجوبة تحت وهج أعماله من رسوم الشارع، التي اكتسب بعضها شهرة واسعة النطاق، وأصبحت علامات مميزة في المشهد الفني المعاصر.
لقد حققت أعمال هذا الفنان، الذي لا تزال هويته الحقيقية لغزًا محيرًا، عشرات الملايين من الدولارات، مما جعله واحدًا من أبرز الفنانين البريطانيين على مستوى العالم، وأيقونة فنية فريدة.
ولا تقتصر أعمال بانكسي على كونها جذابة بصريًا فحسب، بل تحمل في طياتها أفكارًا عميقة وقوية ومستفزة، إذ يتناول فيها قضايا حساسة ومهمة، مثل الحرب، والرأسمالية، والرقابة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، مما يجعلها ذات تأثير اجتماعي وسياسي كبير.
وعلى الرغم من أن نسخة فنان الشارع قد بيعت بسعر أعلى من التخمين الأصلي، الذي كان يبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، إلا أن ثمنها بقي أقل بكثير من أرقامه القياسية السابقة كفنان جرافيتي مشهور.
ففي أكتوبر 2021، ارتفع سعر لوحته الشهيرة «الفتاة مع البالون»، التي تمزّقت ذاتيًا بصورة جزئية خلال مزاد، وأعيد تسميتها بذكاء «الحب في سلة المهملات»، ليصل إلى 18.6 مليون جنيه إسترليني (24.9 مليون دولار)، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا.
لقد تجاوز سعر هذه اللوحة بفارق كبير الرقم القياسي السابق لأعمال بانكسي، وهي لوحة بعنوان «جايم تشاينجر» (تغيير المعادلة)، التي تكرّم أفراد الطواقم العلاجية، والتي بيعت في مارس من العام نفسه مقابل 16.75 مليون جنيه إسترليني (23 مليون دولار)، وذهب ريعها لصالح الهيئة الصحية البريطانية.
جدير بالذكر أن لوحة «كرود أويل» كانت جزءًا من المجموعة الفنية للموسيقي الأمريكي الشهير مارك هوبوس، المؤسس المشارك لفرقة البانك «بلينك ـ 182» Blinkـ 182، وقد حصل عليها المغني الأمريكي وزوجته في عام 2011.
وسيتم التبرع بجزء من عائدات المزاد لجمعيتين خيريتين طبيتين في لوس أنجلوس، ولمؤسسة «كاليفورنيا فاير فاونداشن»، وذلك بعد الحرائق الأخيرة المدمرة التي اجتاحت المنطقة، مما يعكس الالتزام المجتمعي للفنان والجهات المنظمة.